الأحد، 22 مايو 2011

يارب يارب

حينما تتبدل اللغة إلى زفرة صدر حرّى ..تتغير الأبجدية لتتحول لدمعات ساخنة ،لإطراقة جبين،أكف راعشة تستمطر الرحمات من السماء …حينها نحن بصدد الاصغاء لاعتراف انسان …و كل بني آدم خطــاء و كلنا كذلك !

أحمدك يا إلهي لنعمة الكلام , فقد شاءت إرادتك أن تخلقني إنساناً ناطقاً- دون جميع خلائقك- أعطيتني لساناً معبراً يعكس أحاسيسي ومشاعري واحتياجي ومنحتني فيضاً من الكلمات والحروف تتجسم فيها خواطري, ملايين الكلمات انطلقت من بين شفتي فضاعت في هواء الكون وعاد الصدى إلىّ يحمل الخيبة .وملايين الكلمات دخلت أذني على مر السنين فأثمر بعضها معرفة وفهم وأثمر بعضها صخباً وضجيجاً وذنوباً وخطايا.
ما أكثر كلماتي التي ماتت بلا حصاد. فقد اعتلت كلماتي الكاذبة لساني وشفتي حتى في دعائي إليك وأنت العليم بباطن القلب، وكثيراً ما نطقت بالصلاح والباطل يسكن في ضميري، وكثيراً ما سبحتك وحمدتك بينما العصيان يملأ القلب والإرادة، وكثيراً ما رددت الأدعية المحفوظة وأقمت الفرائض المرسومة وأعلنت ولائي لك بأعذب الكلمات بينما الشهوة تحرق قلبي وتستعبدني!لذلك أجئ إليك اليوم معترفاً – تائباً- أتضرع إليك بكلمات لا تنطقها الشفاه كلمات بلا أبجدية وحروف بل هي : تنهيدة قلب أثقلته الذنوب والخطايا ، و إطراقة مسكينة للجبين الخاطئ ،و أكف راعشة تمتد نحو السمـاء .. فاقبل توبتي- وحررني من قيود خطيتي – أنقذني من رياء الشفتين وأكاذيب الكلمات الجوفاء.
أنقذني من أصوات الضلال الخانقة حولي واسمعني كلمات الحياة، ضع على لساني الأدعية الصادقة المقبولة لديك يا رب وضع في قلبي يقين رضاك يا رب …و امنحني سلاما يغمر روحي لتشفى جراحي ..تائب ،منيب،عائد إليك يا رب ..



الخميس، 20 مايو 2010

الامل ذلك المصباح الذى ينير حياتنا

خوانى الافاضل وأخواتى الفضليات يشهد الله انى احبكم فى الله أسمحوا لى اليوم اتحدث معكم فى موضوع اعتقد انه يمس كل قلب فينا وكل انسان فينا يبحث عنه ويتمنى ان يجده ويعيش لاجله الا وهو الأمـل مـا أجمل هذه الكلمة!! وما أروع التأمل في معناها فهو المنشار الذي يحطم أشجار اليأس في غابات الحــياة
والبخار الذي يفتح مسامات الجلد لتخرج إفرازات اليأس هو ذلك الغيث الذي يمطرنا بقطراته النديه فتنطفىء شعلة نار اليأس .. والأمـل هو الشمعه التي تذيب جليد اليأس ..فياله من معنى كبير يعجز اللسان والبيان من الوصول الى حقيقة معناه لذلك لنحاول ايضا ان نرطب جو حياتنا بعطر الأمل ولنعش حياتنا بالأمل دون ملل أو كلل أو إحباط وتهل علينا نسمات الامل وتتحول القلوب القلقة الى قلوب مطمئنة هادئة الأمل مملكة نجنح إليها كلما تكالبت علينا مصائب الدنيا وهمومها .. فتقينا بظلالها الدافئة وتعصمنا بأسوارها المنيعة من رياح المآسي الهوجاء التي تهب علينا من كل حدب وصوب غير آبية بضعفنا وهشاشة عودنا فتظل تناوشه وتشاغله حتى تقصمه ومن ثم ترمي به في براثن اليأس ليعيش فيها لا يحس بالحياة ولا بمرور الزمن من حوله . مع الأمل تصغر عظائم المصائب وتتلاشى هواجس الأوهام التي طالما نخرت في تفكيرنا وأحالتنا إلى كتلة من الأحاسيس والمشاعر المتضاربة

هل أصبحت حياتنا كالسفينة تلعب بها الأقدار في بحر مظلم

ونحن فيها نبحث عن ارض جديدة ؟ وفي هذا المعنى قال الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل وكيف يا اخوانى واخواتى فى الله

كيف يتطرق اليأس إلى نفس المؤمن وهو يقرأ قول الله تعالى : ( ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)؟.
أم كيف يتمكن منه قنوط وهو يردد كلما قرأ القرآن قوله تعالى : ( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون)؟.
إن العبد حين يكون مؤمنا حقا فإنه لن ييأس بل سيكون دائما مستبشرا راضيا متطلعا للأحسن في كل الأمور أصابه في طريقه ما أصابه وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير؛إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له". فهو في كل الأحوال موعود بالخير فكيف ييأس؟.
إنه ومن خلال إيمانه يستشعر أن الله عز وجل معه وهو ناصره وكافيه وبناء على ذلك فهو إذا مرض رجا العافية والأجر: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ). ( الشعراء:80).
وإذا ضعفت نفسه في وقت من الأوقات فوقع في معصية سارع بالتوبة راجيا عفو الله ورحمته واضعا نصب عينيه قوله تعالى:
(قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر: 53).
وإذا أصابه ضيق او عسر أيقن أنها شدة عما قريب ستنجلي فلن يغلب عسر يسرين: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).
إن المؤمن في كل أحواله صاحب أمل كبير في روح الله وفرجه ومعيته ونصره ؛ لأنه لا يقف عند الأسباب الظاهرة فحسب، بل يتعداها موقنا أن لها خالقا ومسببا وهو الذي بيده ملكوت كل شيء وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون،فيمتلىء قلبه توكلا ورجاء وأملا. وهذا ما يفتقده غير المؤمنين؛لذلك تراهم ينتحرون ويصابون بالعقد والأمراض النفسية الكثيرة،نسأل الله العافية.


هذه دعوة للتغافل لا للغفلة

  1. لْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
  2. [آل عمران:102]
  3. خلق التغافل من أحسن الأخلاق
  4. وبهذا الخلق الكريم النبيل تبقى العلاقات وتنمو المحبات وتزدهر،
  5. والتغافل هو
  6. تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور، فالمتغافل يعلم عن هذا الخطأ ويستطيع المعاقبة المخطئ ولكنه يتغافل عن ذلك ليبقى حبل المودة.
  7. قال الإمام أحمد بن حنبل عن هذا الخلق العظيم: "تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل".
  8. وقال عنه سيد التابعين الحسن البصري ت: "ما زال التغافل من فعل الكرام".
  9. قال ابن المبارك: المؤمن يطلبُ المعاذير، والمنافق يطلب الزلات.
  10. {أدب التغافل
  11. هو من أدب السادة، أما السوقة الهوام فلا يعرفون مثل هذه الآداب، ولذلك تراهم لدنو همتهم وخسة أطباعهم يحصون الصغيرة، ويجعلون من الحبة قبة، ومن القبة مزاراً، وهؤلاء وإن أظهروا في الإحصاء على الآخرين فنون متنوعة من ضروب الذكاء والخداع، ولكنه ذكاء أشبه بإمارات أهل الحمق الذين تستفزهم الصغائر عند غيرهم،
  12. و أمثال هؤلاء لا يكونون من السادة في أقوامهم.
  13. وقد قيل:
  14. ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي!
  15. التغافل الذي نقصده أن يتغافل ألا يدقق الإنسان في الحقوق الشخصية، وليس أن نتغافل عن التقصير في حقوق الله، من صلوات أو صيام أو حجاب، فهذا لا يجوز فيه التغافل، ويجب الأمر بالمعروف برفق والنهي عن المنكر برفق، ونتذكر: {كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته}.
  16. ومع الأسف أن الكثيرين يتغافلون في حقوق الله ولا يتغافل عن حقوقه.
  17. يا أخوانى واخواتى فى الله
  18. بالله عليكم
  19. انتبهوا
  20. التغافل عن بعض الأخطاء في حقك الشخصي يديم الألفة ويبقي المحبة
  21. التغافل يجب أن يكون بين المسلمين عموما، بل حتى بين المسلم وجاره أو قريبه الكافر،
  22. لا يخلو شخص من نقص، ومن المستحيل على أي زوجان أن يجد كل ما يريده أحدهما في الطرف الآخر كاملاً كما أنه لا يكاد يمر أسبوع دون أن يشعر أحدها بالضيق من تصرف عمله الآخر، وليس من المعقول أن تندلع حرب شتائم وسباب وربما ضرب كل يوم أوكل أسبوع على شيء تافه كملوحة الطعام أو نسيان طلب أو الانشغال عن وعد {غير ضروري} أو زلة لسان، فهذه حياة جحيم لا تطاق!
  23. ولهذا على كل واحد من الزوجين تقبل الطرف الآخر والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات، أو طبائع أو أخطاء،وبعض الرجال يدقق في كل شيء وينقب في كل شيء فيفتح الثلاجة يومياً ويصرخ لماذا لم ترتبي الخضار أو تضعي الفاكهة هنا أو هناك؟!
  24. لماذا المائدة عليها غبار ؟!
  25. كم مرة قلت لك الطعام حار جداً؟!
  26. أعطيتكم200جنيه أين هي.؟
  27. ؟ الخ وينكد عيشها وعيشه!!
  28. ويفتح لها محكمة وهو القاضى والجلاد فى نفس الوقت
  29. ياه ستير يارب
  30. الرحمة نحن بشر ولسنا معصومين من الاخطاء
  31. هذه دعوة للتغافل لا الغفلة
  32. عن بعض ما يصدر من الزوجات والأولاد اخطاء او زلات
  33. : فذلك نمط من أنماط التربية الإسلامية، وهو مبدأ يأخذ به العقلاء في تعاملهم مع أولادهم ومع الناس عموما؛ فالعاقل لا يستقصي، ولا يشعر من تحت يده أو من يتعامل معهم بأنه يعلم عنهم كل صغيرة وكبيرة؛ لأنه إذا استقصى،
  34. وأشعرهم بأنه يعلم عنهم كل شيء ذهبت هيبته من قلوبهم.واصبحوا غير قادرين على احترام الاب وممكن يفعلوا اى شىء من وراء ظهره دون علمه
  35. ثم إن تغافله يعينه على تقديم النصح بقالب غير مباشر، .
  36. كمايجب على الزوجين
  37. ألا يضخموا الأخطاء، ويعطوها أكبر من حجمها،
  38. بل عليهم أن ينزلوها منازلها، وأن يدركوا أنه لا يخلو أحد من الأخطاء
  39. ، فجميع البيوت تقع فيها الأخطاء
  40. ،قال بعض الحكماء: وجدت أكثر أمور الدنيا لا تجوز إلا بالتغافل
  41. وقال أكثم بن صيفي: من شدَّد نفَّر، ومن تراخَ تألف، والشرف في التغافل
  42. . وقال شبيب بن شيبة: الأريب العاقل هو الفطن المتغافل
  43. فعلي كل من الزوجين أن يعلما أنه ليس يشين أحدهما الهزيمة والتنازل عن بعض حقوقه للطرف الآخر، بل ما يشين حقا الحرص علي كسب موقف علي حساب مستقبل كامل.. فنكون كمن أراد أن يبني قصرا فهدم مصراً.
  44. وختاما اخوانى واخواتى فى الله
  45. من أراد زوجة كفاطمة رضي الله عنها فليكن هو كعلي رضي الله عنه، ومن أرادت زوجاً كعلي رضي الله عنه فلتكن هي كفاطمة رضي الله عنها
  46. ((وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)).
  47. تم نقل وتنسيق الموضوع وكتابته بواسطة
  48. اختكم فى الله ام نيرة الغالية رحمها الله وغفر لها

السبت، 24 أبريل 2010

الرضا مصباح مُشرق نَور حياتك فى طاعة الله


الرضا مصباح مُشرق نَور به حياتك فى طاعة الله
أخوانى الافاضل وأخواتى الفضليات أصحاب العقول النيـــرة يشهد الله انى احبكم فى الله
أسمحوا لى اليوم اتحدث معكم فى موضوع اعتقد انه يمس كل قلب فينا
وكل انسان فينا يبحث عنه
ويتمنى ان يجده ويعيش لاجله
الا وهو الرضا
مـا أجمل هذه الكلمة!! وما أروع التأمل في معناها فهو المنشار الذي يحطم أشجارالقلق والأضطراب التى تواجهنا في غابات الحــياة
وهوالبخار الذي يفتح مسامات الجلد لتخرج إفرازات الهموم والقلق وهو ذلك الغيث الذي يمطرنا بقطراته النديه فتنطفىء
نار الجوارح وتشعل شمعة السكينة والأطمئنان وتؤثر فى النفس

والرضا
هو ذلك الشجرة الوافرة ذو الاوراق الخضراء التى تُظللنا بظلها
اذا الرضا يمنحنا الطمائنينة والسكينة ويؤثر فى قلوبناويطيب جوارحنا
ويقول الله تعالى عز وجل ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ﴾(الفتح:4)

وإن الله تبارك وتعالى
يُزيل الرعب من قلوب عباده المؤمنين ويُبدِّله بثبات القلب وسكونه، وطمأنينته ، وذلك في موقف لا يمكن للإنسان العادي أنْ يُقاوم القلق،
وأمَّا «الطمأنينة» فهي السكون بعد الانزعاج والثبات بعد الاضطراب،
﴿وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ﴾ (الأنفال:10)،
﴿وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ (البقرة:260)،
﴿وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ﴾ (النحل:106)،
﴿يَأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ (الفجر: 27).

ثم يُبيِّن الله تبارك وتعالى
أهم وسيلة لتحقيق الطمأنينة وبلوغ حالة السكينة، فيقول جلَّ شأنه: ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (الرعد 28)،
كل هذه الآيات عبرة وتوضيح لنا اخواتى واخوانى فى الله
عن مفهوم معنى الرضا والسكينة
التى منحنا الله اياها
يا سبحان الله


ربنا قدَّم حبَّه عز وجل لكل مؤمن رضى بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمدا صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولاً
ورضا الله على عباده المؤمنين سبحانه تجلت قدرته على رضاهم عن الله عز وجل ؛
ليُنبِّه بذلك إلى أنَّ الحب والرضا لايكون أيٌّ منهما من طرف واحد، بل إنَّ كلا منهما يُحب الطرف الآخر، فالعبد يرضى بالله ربًّا وإلهًا وخالقًا مدبِّرًا، والله يرضى به وعنه عبدًا شكورًا صبورًا
،والله تعالى يحب ذلك العبد الشكور الصبور، والعبد يُحب إلهه وربه ويرضى بتدبيره وسننه، فيصبر على البلاء ويشكر في الرخاء، ويثبت في مواقف القلق والاضطراب،وهكذا يكون شعار كل مؤمن موحد بالله
«إنَّ الله معنا»،



وأسوته رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فما اعظمها من نعمة انعم الله بها علينا نحن عباد الله
ومن قبل انعم الله بها على الانبياء جميعا صلوات الله عليهم وسلامه
وحينما رضى الله عن سيدنا ابراهيم صار خليل الله
وحينما رضى الله عن سيدنا موسى عليه السلام صار كليم الله
وحينما رضى الله عن سيدنامحمد صلى الله عليه وسلم بلغ مرتبة أستحقاق
صلاة الله عليه بعد أن أقام صلاته لله تعالى ودعوتهسبحانه لملائكته وللمؤمنين كافَّة إلى الحضوة بمعيَّته -سبحانه- في الصلاةعليه
صلى الله عليه وسلم
فما بالكم نحن عباد الله يجب علينا ان نؤمن بقضاء الله والرضاوالسكينة بكل ما يؤمرنا به الله عز وجل
وعن عائشة رضي الله عنها; أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم قال:
( من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمسك رضا الناس بسخط الله; سخط الله عليه وأسخط عليه الناس( رواه ابن حبــان في " صحيحه"(1).\
وهنا بنقول للذي يحاول أن يرضي الناس رغم مخالفته لأحكام ديننا العظيم نقول له: فمن الذي يحميك من غضب الله العزيز الجبار؟! يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88، 89].



عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم: إنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى يَقُولُ لأَهْلِ الجنَّةِ: يَا أَهلَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيكَ رَبَّنَا وَسَعدَيكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ ِفي يَدَيكَ، فَيَقُولُ: هَل رَضِيتُم؟ فَيَقُولُون: وَمَا لَنَا لا نَرضَى يَا رَبَّنَا وَقَد أَعطَيتَنَا مَا لَم تُعطِ أَحَدًا مِنْ خَلقِكَ، فَيَقُولُ: ألاَ أَعطِيكُم أفضَلَ مِنْ ذلِكَ؟ فَيَقُولُون: وأيُّ شَىءٍ أفضلُ مِنْ ذلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيكُم رِضوَانِي فَلاَ أَسخَطُ عَلَيكُم بَعدَهُ أبَدًا.(1)
هل بعد هذا الجمال والعظمة والعطاء الربانى هل بعد ذلك لا نرضى بلى
يارب سبحانك
لك الحمد والشكر حتى ترضى



!!
ما اعظمك يا الله قد منحتنا نعم كثيرة وجليلة
فيا اصحاب القلوب المريضة
اذكروا الله واعطوا انفسكم فرصة مرة اخرى لترضوا عن الله عز وجل حتى يرضى الله عنكم
ويا اصحاب القلوب المؤمنة الراضية المطمئنة ابشروا ابشروا
يقول الله سبحانه: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾

هذه هى البشرى لأصحاب القلوب الراضية المطمئنة :
وهكذا اللهم اختم لنا بخاتمة السعادة واجعلنا من الذين لهم الحسنى وزيادة،
ومن الذين رضوا
اللهم ارضى عنا يارب العالمين

رزقنا الله واياكم الصبر والرضا والسكينة
وأحيا قلوبنا وبدل الوحشة التى تصيبنا بالسكينة والرضا
وأسأل الله العظيم أن يرزقنا واياكم العلم النافع ويجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا جميعا
هذا الموضوع من كتاباتى الخاصة وربنا يجعلها خالصة لوجهه الكريم

الحياة الطيبة مصباح منير نَور به حياتك فى طاعة الله



وفي بداية هذا الحديث أسأل الله العظيم ان ينفعنا بما نقدم

وأسأله تعالى أن يجعل هذا الاجتماع اجتماعا مرحوما وأن يوفقنا فيه إلى القول السديد والعمل الصالح الرشيد.

أيها الأحبة في الله:

الحديثُ عن الحياةَ الطيبة هو الحديثُ الذي ينبغي أن يعيشه كلُ وحدٍ منا.

الحياةُ إما للإنسان وإما عليه، تمرُ ساعتُها ولحظٌاتها وأيامُها وأعوامُها تمرُ على الإنسان فتقودُه إلى المحبةِ والرضوان حتى يكونَ من أهل الفوز والجنان.

أو تمرُ عليه فتقوده إلى النيران والى غضب الواحدِ الديان.

الحياة إما أن تضحكك ساعةً لتبكيك دهرا، وإما أن تبكيك ساعة لتضحكك دهرا.

الحياة إما نعمةٌ للإنسان أو نقمةٌ عليه.

هذه الحياةُ التي عاشها الأولون، وعاشها الأباء والأجداد، وعاشها السابقون فصاروا إلى الله عز وجل بما كانوا يفعلون.

الحياةُ معناها كلُ لحظةٍ تعيشُها وكلُ ساعةٍ تقضيها، ونحن في هذه اللحظة نعيشُ حياةً إما لنا وإما علينا.

فالمؤمن الموفقُ السعيد من نظر في هذه الحياة وعرف حقها وقدرها فهي والله حياةُ طالما أبكت أناسً فما جفت دموعهم، وطالما أضحكت أناسً فما رُدت عليهم ضحكاتِهم ولا سرورُهم:

الحياة أحبتي في الله جعلها الله ابتلاء واختبارا، وامتحاناً تظهر فيه حقائقُ العباد ففائزٌ برحمةِ الله سعيد، ومحرومٌ من رضوانُ الله شقيٌ طريد.

كلُ ساعةٍ تعيشُها إما أن يكونَ اللهُ راضٍ عنك في هذه الساعةِ التي عشتها، وإما العكس والعياذُ بالله.

فإما أن تقربَك من الله وإما أن تبعدَك من الله، وقد تعيشُ لحظةً واحدةً من لحظاتِ حبِ وطاعةِ الله تُغفرُ بها سيئاتُ الحياة، وتُغفرُ بها ذنوبُ العُمر.

(نسأل الله السلامةَ والعافية).



وهذه الحياة اما ان تكون فيها
داع إلى رحمة الله
وداع إلى رضوان الله
وداع إلى محبة الله.

وغير ذلك تكون والعياذ بالله من المغضوب عليهم


والإنسانُ قد يعيشُ لحظةً من حياته يبكي فيها بكاء الندم على التفريطِ في جنبِ ربه يبدلُ الله في ذلك البكاءِ سيئاتهِ حسنات.

وكم من أناسٍ أذنبوا وكم من أناس أساءوا وكم من أناس ابتعدوا وطالما اغتربوا عن ربهم فكانوا بعيدين عن رحمةِ الله غريـبين عن رضوانِ الله وجاءتهم تلك الساعةُ واللحظة وهي التي نعنيها بالحياة الطيبة لكي تراقَ منهم دمعةُ الندم، ولكي يلتهب في القلب داعِ الألم فيحسُ الإنسانُ انه قد طالت عن الله غربتُه، وقد طالت عن الله غيبته لكي يقولَ إني تائبٌ إلى الله منيبٌ إلى رحمة الله ورضوانه.

وهذه الساعة هي الساعة التي هي مفتاحُ السعادةِ للإنسان ساعةُ الندم.

وكما يقولُ العلماء إن الإنسان قد يذنبُ ذنوباً كثيرة ولكن إذا صدق ندمه وصدقت توبتُه بدل الله سيئاتهِ حسنات فأصبحت حياته طيبةً بطيب ذلك الندم وبصدق ما يجده في نفسهِ من الشجى والألم.

ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحي في قلوبِنا هذا الداعي إلى رحمته وهذا الألم الذي نحسه من التفريط في جنبه.

أحبتي في الله كلُ واحدٍ منا نريُده أن يسأل نفسه سؤال

كم يسهرُ من الليالي، وكم يقضي من الساعات ؟


كم ضحكَ في هذه الحياة وهل هذه الضحكة ترضي الله عز وجل.

وكم تمتعَ في هذه الحياة وهل هذه المتعة ترضي الله عز وجل عنه؟

وكم سهر وهل هذا السهرُ يرضي الله عنك؟ وكم، وكم؟

سؤالُ يسأل فيه نفسَه.

يا ترى انا كيف عشت حياتى ؟
صح
نعم

نعم
تسألُ هذا السؤال لأنه ما من طرفةِ عين ولا لحظةٍ تعيشها إلا وأنت تتقلبُ في نعمةِ الله، فمن الحياءِ مع الله والخجلِ مع الله أن يستشعرَ الإنسانُ عظيمَ نعمةِ الله عليه من الحياة.

ومن الخجل أن نحس أننا نطعمُ طعام الله، وأن نستقي من شراب خلقهُ الله، وأننا نستظلُ بسقفه،وأننا نتقلبُ في رحمته فما الذي نقدمه في جنبه؟

يسأل الإنسانُ نفسه.

يقولُ الأطباء إن في قلب الإنسان مادة لو زادت واحد في المائة أو نقصت واحد في المائة مات في لحظة، فأي لطف وأي رحمة وأي عطف وأي حنان من الله يتقلب فيه الإنسان.

يسأل الإنسان نفسه عن رحمة الله فقط

إذا أصبح الإنسان وسمعُه معه وبصره معه وقوته معه فمن الذي حفظَ له سمعَه ؟

ومن الذي حفظَ له بصره ؟

ومن حفظ له عقلَه ؟

ومن الذي حفظ له روحه؟

يسأل نفسه من الذي حفظ هذه الأشياء؟

من الذي يمتعُه بالصحة والعافية؟

الناس المرضى على الأسرة البيضاء يتأوهون ويتألمون،

والله يتحبب إلينا بهذه النعم،يتحبب إلينا بالصحة،بالعافية.

بالأمن، بالسلامة كلُ ذلك فقط لكي نعيشَ هذه الحياة الطيبة.

الله سبحانه وتعالى يريدُ من عبده أمرين:

الأمر الأول فعلُ فرائضه.

والأمر الثاني تركُ نواهيه وزواجره.

ومن قال أن القرب من الله عز وجل فيه الحياة الأليمة أو فيه الضيقَ فقد أخطىء الظن بالله، والله إذا ما طابت الحياةُ بالقرب من الله فلن تطيب بشيٍ سواه.

وإذا ما طابت بفعل فرائضِ الله وترك محارم الله فوالله لا تطيبَ بشيٍ سواه.

ويجرب الإنسانُ مُتع الحياةِ كلِها فإنه ولله لن يجد أطيب من متعة العبوديةِ لله بفعل فرائضه وترك محارم الله.

أنت مأمور بأمرين إما أن يأتيك الأمرُ أفعل أو لا تفعل.

إذا جئت تفعل أي شيء في هذه الحياة أسأل نفسك هل اللهُ عز وجل أذنَ لك بفعل هذا الشيء، أي شيء تفعله، فالأجساد ملك لله، والقلوب ملك لله، والأرواح ملك لله.

فينبغي للإنسان إذا أراد أن يتقدم أو يتأخر يسأل نفسه هل الله راض عنه إذا تقدم فليتقدم.

أو الله غير راض عنه فليتأخر، فوالله ما تأخر إنسانُ ولا تقدم وهو يرجو رحمةَ الله إلا أسعدَه الله.

ولذلك السعادة الحقيقة والحياة الطيبة تكون بالقرب من الله.

القرب ممن؟

من ملك الملوك، وجبار السماوات والأرض، الأمر أمرُه والخلق خلقه، والتدبير تدبيره.

ولذلك تجد الإنسان المعرض دائما في قلق وفي تعب.

تجد الشخص يتمتع بكل الشهوات، ولكن والله تجد ألذ الناس بالشهوات أكثرهم آلاما نفسية.

وأكثرُهم قلقا نفسيا، وأكثرُهم ضجرا بالحياة.

واذهب وابحث عن أغنى الناس تجده اتعس الناس في الحياة، لماذا؟

لأن اللهَ جعل راحة الأرواح بالقرب منه.

وجعل لذة الحياة بالقرب منه.

وجعل اُنس الحياة في الأنس به سبحانه .

والصلاة الواحدة يفعلَها الإنسان من فرائض الله بمجردِ ما ينتهي من ركوعه وسجوده وعبوديته إلى ربه، بمجرد ما يخرج من مسجده، يحس براحة نفسية والله لو بذل لها أموال الدنيا ما استطاع إليها سبيلا.

الحياة الطيبة في القرب من الله، الحياة الهنيئة في القرب من الله.

و والله ثم والله نشهدُ لله انه لا أطيبَ من القربِ من الله.

ومن أراد أن يجرب لذة القربِ من الله فليزداد من طاعة الله عز وجل، ليزداد من الصالحات، ويزداد من الأعمال التي تحبب الله عز وجل فيه
وتدعوه إلى مرضاة الله حتى يحس ساعتها بلذة العبودية لله تبارك وتعالى.
فمن أراد القرب من الله فعليه أن يفرَ من شياطينُ الإنسِ وشياطين الجن.



أما شياطينُ الإنس فهم الذينَ يزهدون في طاعة الله وييئسون الإنسان ويقنطونه من رحمة الله فينبغي للإنسان أن لا يصغيَ إليهم، وليعلم أن صديقه الصادق في محبته ومودته وخلته هو الذي يصدقه ويهدي إليه عيوبه ويدعوه إلى محبة ربه وذل العبودية لخالقه.

وأما شيطان الجن فهيَ الوساوس التي يقذفها في قلب الإنسان، ويقولُ له انتظر فلا زال في العمر بقية ولا تعجل، تمتع بهذه الحياة، تمتع بشهواتها واسهر ما شئت من الليالي وافعل ما شئت من لذات هذه الحياة، فإن الحياةَ طويلة ولا يزال يمْنيه ولا يزال يسليه حتى يسلمه إلى عاقبة الهاوية وبعد ذلك يتخلى عنه


نسأل الله أن يعصمنا وإياكم من ذلك.
والحياة الطيبة محتاجة منك ايها المسلم وايتها المسلمة
صلاح العقيدة.

صلاح القول.

صلاح العمل.

من فعل هذه الاشياء الثلاثة
عصمه الله عز وجل
من كل فعل وقول يغضب الله
قال الله عز وجل
(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

إذا أتيت الثلاث الأشياء هذه أقسم الله أنه يحييك الحياة الطيبة.

ولذلك لن تجد إنسان يطيع الله ويخاف،
جربوا هذه الوصفة وباذن الله ستجدوا الراحة النفسية

ونسأل الله بعزته وجلاله وأسمائه الحسنى أن يرزقنا هذه الحياة الطيبة.
ويارب يجمعنا على الخير دائما ونعيش دائما فى حياة طيبة
ربنا يبارك فيكم جميعا ويبعد عنا وعنكم وعن كل المسلمين
الهم والكرب والغم

الجمعة، 26 مارس 2010

الأمــل مصباح منير من مصابيح نيرة

أخوانى الافاضل وأخواتى الفضليات يشهد الله انى احبكم فى الله



أسمحوا لى اليوم اتحدث معكم فى موضوع اعتقد انه يمس كل قلب فينا


وكل انسان فينا يبحث عنه


ويتمنى ان يجده ويعيش لاجله


الا وهو الأمـل


مـا أجمل هذه الكلمة!! وما أروع التأمل في معناها فهو المنشار الذي يحطم أشجار اليأس في غابات الحــياة










والبخار الذي يفتح مسامات الجلد لتخرج إفرازات اليأس هو ذلك الغيث الذي يمطرنا بقطراته النديه فتنطفىء


شعلة نار اليأس ..


والأمـل هو الشمعه التي تذيب جليد اليأس ..فياله من معنى كبير يعجز اللسان والبيان من الوصول الى حقيقة


معناه


لذلك لنحاول ايضا ان نرطب جو حياتنا بعطر الأمل ولنعش حياتنا بالأمل دون ملل أو كلل أو إحباط


وتهل علينا نسمات الامل وتتحول القلوب القلقة الى قلوب مطمئنة هادئة


الأمل مملكة نجنح إليها كلما تكالبت علينا مصائب الدنيا وهمومها ..


فتقينا بظلالها الدافئة وتعصمنا بأسوارها المنيعة من رياح المآسي الهوجاء


التي تهب علينا من كل حدب وصوب


غير آبية بضعفنا وهشاشة عودنا فتظل تناوشه وتشاغله


حتى تقصمه ومن ثم ترمي به في براثن اليأس


ليعيش فيها لا يحس بالحياة ولا بمرور الزمن من حوله .


مع الأمل تصغر عظائم المصائب وتتلاشى هواجس الأوهام التي طالما نخرت في تفكيرنا


وأحالتنا إلى كتلة من الأحاسيس والمشاعر المتضاربة










هل أصبحت حياتنا كالسفينة تلعب بها الأقدار في بحر مظلم










ونحن فيها نبحث عن ارض جديدة ؟


وفي هذا المعنى قال الشاعر:


أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل


وكيف يا اخوانى واخواتى فى الله








كيف يتطرق اليأس إلى نفس المؤمن وهو يقرأ قول الله تعالى : ( ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)؟.


أم كيف يتمكن منه قنوط وهو يردد كلما قرأ القرآن قوله تعالى : ( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون)؟.


إن العبد حين يكون مؤمنا حقا فإنه لن ييأس بل سيكون دائما مستبشرا راضيا متطلعا للأحسن في كل الأمور أصابه في طريقه ما أصابه وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير؛إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له". فهو في كل الأحوال موعود بالخير فكيف ييأس؟.


إنه ومن خلال إيمانه يستشعر أن الله عز وجل معه وهو ناصره وكافيه وبناء على ذلك فهو إذا مرض رجا العافية والأجر: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ). ( الشعراء:80).


وإذا ضعفت نفسه في وقت من الأوقات فوقع في معصية سارع بالتوبة راجيا عفو الله ورحمته واضعا نصب عينيه قوله تعالى:


(قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر: 53).


وإذا أصابه ضيق او عسر أيقن أنها شدة عما قريب ستنجلي فلن يغلب عسر يسرين: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).


إن المؤمن في كل أحواله صاحب أمل كبير في روح الله وفرجه ومعيته ونصره ؛ لأنه لا يقف عند الأسباب الظاهرة فحسب، بل يتعداها موقنا أن لها خالقا ومسببا وهو الذي بيده ملكوت كل شيء وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون،فيمتلىء قلبه توكلا ورجاء وأملا. وهذا ما يفتقده غير المؤمنين؛لذلك تراهم ينتحرون ويصابون بالعقد والأمراض النفسية الكثيرة،نسأل الله العافية.
أختكم فى الله أم نيره الغالية


الخميس، 11 مارس 2010

هم وما ادراك من هم انهم مصــــــابيح نيرة



هم قوم اصطفاهم الله بمحبّته ، وآثرهم بفضله ورحمته ،و جعلهم من أهله و خاصته , و كساهم حللا من العلم و الإيمان و أغدق عليهم من الهيبة و الجلال ما الله به عليم .

ميزهم الله و أثنى عليهم في كثير من المواطن في كتابه العزيز , فجعل شهادتهم مقدمة على غيرهم من الناس فهم الثقات العدول الذين استشهد الله بهم على أعظم مشهود ، وهو توحيده تبارك وتعالى .

قال الله تعالى:{ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم}[ آل عمران : 18].

أولئك أهل العلم !

و ما أدراك من أهل العلم !!

هم قوم زكاهم الله وأثنى عليهم لأنهم لا يحملون إلا آياته سبحانه, فجعل كتابه آيات بينات في صدورهم ، به تنشرح وتفرح وتسعد ,قال الله تعالى:{بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون}[ العنكبوت:49].

هم ورثة الأنبياء , وهم أهل الذكرالذين أوجب الله سؤالهم، و هم من أولي الأمر الذين أمرنا الله عز وجل بالرجوع لهم والصدور عن قولهم، ، كما قال الله تعالى:{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}[ النحل:43]. قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 83].

هم قوم حباهم الله سموا و رفعة في الدنيا و الآخرة و لا يساويهم أحد في منزلتهم ولا رتبتهم
قال تعالى:{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}[ المجادلة :11],و قل جل في علاه {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9].

هم أعقل الناس بمراد الله قال تعالى {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43]و قال أيضا {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7]و كذا قال {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} [النساء: 162] و قال {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} [الحج: 54] و قال جل جلاله {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ} [سبأ: 6]

و هم أبصر الناس بالشر ومداخله قال تعالى:{قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ} [النحل: 27] و قال جل في علاه { وقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ} [القصص: 80].

هم أكثر الناس خشية من الله تعالى :
قال الله تعالى:{إنَّما يخشى الله من عباده العلماء}[ فاطر:28].
وقال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}[ الإسراء :107-109 ]..ولذلك تجدهم يتورعون ويخافون ويبكون كما كان فعل السلف الصالح-رحمهم الله تعالى-.

و هم أبعد الناس عن لعنة الله , فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلم "إسناده حسن،أخرجه الترمذي(2322)،انظر [صحيح الجامع]برقم(1609)

فبين صلى الله عليه و سلم أن كل ما في الدنيا هالك وزائل لا قيمة له ، والمستثنى من ذلك صنفان من النَّاس:العالم والمتعلم ، والذاكرون الله سبحانه وتعالى.

هم قوم لا ينقطع عملهم بموتهم كسائر البشر,بل يتعدى نفعهم للغير بخلاف غيرهم ممن يعيش ويموت ولا ينفع إلا نفسه، وأمَّا أهل العلماء الربانيون الذين ينتفع بعلمهم من بعدهم فهؤلاء يضاعف لهم في والأجر عند الله تبارك وتعالى.
عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة:إلا من صدقة جارية،أو علم ينتفع به،أو ولد صالح يدعو له"[ أخرجه مسلم].

ولله در القائل حين قال:

ما الفخر إلا لأهل العلم إنهـم ** على الهدى لمن استهدى أدلاّء
وقدر كلّ امرئ ما كان يحسنه ** والجاهـلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعـش حيـاً به أبداً *** الناس موتى وأهل العلم أحياء

و هم قوم يكفيهم شرفا أن خصهم الرحمن باستغفار كل شيء لهم : حتى الحيتان في البحر
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( صاحب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر ))[ أخرجه أبو يعلى بسند صحيح ].

إذا نظرت إليهم وجدتهم أنضر الناس وجوها و أكثرها إشراقا ،بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم .
قال صلى الله عليه وسلم:"نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها،فرب حامل فقه غير فقيه،رب حامل فقه إلى من هو أفقه"إسناده صحيح ،أخرجه ابن ماجه (230).

مجالسهم محفوفة بالملائكة مغشية بالرحمة و السكينة وذكرهم في الملأ الأعلى يسري
قال صلى الله عليه و سلم «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفّتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده»(رواه مسلم وأبو داود وأحمد والترمذي عن أبي هريرة)

و أما جليسهم فلا يشقى بهم قال صلى الله عليه و سلم [هم القوم لا يشقى بهم جليسهم...]رواه الترمذي

موتهم من أعظم المصائب التي تصيب الأمة وتدهمها ، فإنه بذهابهم يذهب العلم . روى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :[ لموت ألف عابد قائم الليل صائم النهار ، أهون من موت العاقل البصير بحلال الله وحرامه] . وروى أيضاً عن الحسن البصري قال : [ موت العالم ثُلْمَةٌ في الإسلام لا يسدها شيء] . وروى أيضاً عن سعيد بن جبير قيل له : ما علامة الساعة وهلاك الناس ؟ قال [إذا ذهب علماؤهم].

و هم أولياء الله تعالى و أحبابه المبشرون {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62]، قال الشافعي: إذا لم يكن العلماء أولياء الله فلا أعرف لله وليًا].

و لذا وجب توقيرهم و الذب عنهم و عدم التشهير بسقطاتهم و زلاتهم لأنهم -و رغم عظيم مكانتهم- إلا أنهم يظلون بشرا يصيبون و يخطئون ..
و من أبى إلا أن يؤذيهم و يعاديهم فحرب المنتقم سبحانه تنتظره ,,لأنهم أولياءه و أحبابه كما تقدم و قد توعد من عادى أوليائه ,قال صلى الله عليه و سلم قال : «قال الله تعالى من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب» أخرجه البخاري.

فالحذر الحذر من أذيتهم و عداواتهم!

قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى: [وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر، لا يُذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل] اهـ(.العقيدة الطحاوية ص445)

و الله تعالى أعلم
الحياة علّمتني الإشفاق على الضعيف، وألاّ أسخر من عاجز، ولا أتفاخر بلقب، وخيركم من تعلّم سماحة الإسلام
الحياة علمتنى الصبر لا أجزع ولا أضجر ويظلُّ رجائي بالله عزّ وجلّ يُعمر قلبي وفؤادي، ومن صبر ظفر، والله لا يُخيّب رجاء عباده الصالحين