الأحد، 22 مايو 2011

يارب يارب

حينما تتبدل اللغة إلى زفرة صدر حرّى ..تتغير الأبجدية لتتحول لدمعات ساخنة ،لإطراقة جبين،أكف راعشة تستمطر الرحمات من السماء …حينها نحن بصدد الاصغاء لاعتراف انسان …و كل بني آدم خطــاء و كلنا كذلك !

أحمدك يا إلهي لنعمة الكلام , فقد شاءت إرادتك أن تخلقني إنساناً ناطقاً- دون جميع خلائقك- أعطيتني لساناً معبراً يعكس أحاسيسي ومشاعري واحتياجي ومنحتني فيضاً من الكلمات والحروف تتجسم فيها خواطري, ملايين الكلمات انطلقت من بين شفتي فضاعت في هواء الكون وعاد الصدى إلىّ يحمل الخيبة .وملايين الكلمات دخلت أذني على مر السنين فأثمر بعضها معرفة وفهم وأثمر بعضها صخباً وضجيجاً وذنوباً وخطايا.
ما أكثر كلماتي التي ماتت بلا حصاد. فقد اعتلت كلماتي الكاذبة لساني وشفتي حتى في دعائي إليك وأنت العليم بباطن القلب، وكثيراً ما نطقت بالصلاح والباطل يسكن في ضميري، وكثيراً ما سبحتك وحمدتك بينما العصيان يملأ القلب والإرادة، وكثيراً ما رددت الأدعية المحفوظة وأقمت الفرائض المرسومة وأعلنت ولائي لك بأعذب الكلمات بينما الشهوة تحرق قلبي وتستعبدني!لذلك أجئ إليك اليوم معترفاً – تائباً- أتضرع إليك بكلمات لا تنطقها الشفاه كلمات بلا أبجدية وحروف بل هي : تنهيدة قلب أثقلته الذنوب والخطايا ، و إطراقة مسكينة للجبين الخاطئ ،و أكف راعشة تمتد نحو السمـاء .. فاقبل توبتي- وحررني من قيود خطيتي – أنقذني من رياء الشفتين وأكاذيب الكلمات الجوفاء.
أنقذني من أصوات الضلال الخانقة حولي واسمعني كلمات الحياة، ضع على لساني الأدعية الصادقة المقبولة لديك يا رب وضع في قلبي يقين رضاك يا رب …و امنحني سلاما يغمر روحي لتشفى جراحي ..تائب ،منيب،عائد إليك يا رب ..



ليست هناك تعليقات: