التعاطف مصباح منير فى حياتنا




أخوانى الأفاضل أخواتى الكريمات

أسمحوا لى ان اتحدث اليوم معكم فى موضوع جديد يهمنا جميعا

ويهم كل مسلم وهى صفة حميدة وطيبة يجب أن تكـون

فى قلب كل مسلم ومسلمة ولقد ختم الله تعالى الرسالات بدين الإسلام ، فجاءت أحكامه وتشريعاته غاية في الحكمة ، ومصلحة للفرد والمجتمعات إلى قيام الساعة .



ومن أبرز ما جاءت به الشريعة المطهرة : العلاقة بين المسلمين بعضهم مع بعض ، فجاءت التشريعات واضحة بينة تقوي تلك العلاقة ، وتحرِّم كل ما يفسدها ويدنسها ، ومن تلك التشريعات الربانية في تقوية العلاقات بين المسلمين بعضهم مع بعض : وجوب التواد والتراحم والتعاطف بينهم .



التعاطف سمة إنسانية رائعة قل من يتميز بها وهي ببساطة تتدرج من فهم الآخر إلى القدرة على أن تضع نفسك محله وتتبنى مشاعره وأحاسيسه وآلامه .





والتعاطف من أهم الصفات التى تربط الأفراد ببعضهم البعض

وايضا تربط المجتمعات الانسانية ببعضها حتى يصير بقوة تلك الرابطة جميع المجتمع الإسلامي كأنه جسد واحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .

كما جاء في الحديث عن النَّبي صلى الله عليه وسلم : ( إن مثل المؤمنين في تراحمهم وتعاطفهم وتوادهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ويجب علينا أخوانى وأخواتى فى الله

اظهار التعاطف مع المسلمين ، ومشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم ،



ولهذا الإظهار فوائد شتَّى ، منها :

أولا أن ذلك يعتبر من كمال الإيمان الواجب .

عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ) رواه البخاري ( 467 ) ومسلم ( 2585 ) .

وثانيا

إزالة الحواجز التي وُجدت من رواسب الجاهلية ومن أحقاد وضغينة بين المسلمين

والعودة الى التراحم والتعاطف

والاحساس بالاخرين والشعور بهم فى جميع حالاتهم

وان المفروض لا شىء يفرق بيننا لا لون ولا شكل ولا جسد

نحن جميعا أمة واحدة

ومسلمين

وموحدين بالله





ويقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )

والتعاطف والعطاء دوماً يمنحنا أكثر مما نعطي

ونجدأن التعاطف هوعبارة عن تفهم مشاعر الآخرين وإشعارهم بذلك .

التعاطف مع الآخرين يعتمد على تفهم الإنسان لمشاعره الخاصة .

وعدم تفهم الإنسان لمشاعر الآخرين يؤدي إلى المفاجآت في التعامل معهم .

يجب عدم الحكم على مشاعر الآخرين وإبداء الرأي فيها وإنما تفهمها واحترامها كما هي .

عندما نطلب من الآخرين أن يشعروا مثلنا ويتواصلوا يجب علينا ايضا نحن ان نتقبل منهم كل شىء ونتعاطف معهم ونشعر بهم

التعاطف يحتاج إلى استقرار عاطفي فالإنسان القلق أو الغاضب ينخفض إحساسه بمشاعر الآخرين .

تفهمك لمشاعر الآخرين يساعدك على التقرب من الاخرين وانتماءك لهم وعطاءك اللامحدود كمسلم يعرف دينه حق المعرفة

فنحن بفضل الله فى نعمة عظيمة رائعة

وهى نعمة الاسلام

ولا ننسى ان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هو خير قدوة لنا

واسال الله لى ولكم أن نكون من الرحماء بعضنا ببعض

وان يرقق قلوبنا ويجعلنا من عباده المخلصين